إن الأمة الإسلامية محصنة بدينها ما دامت ملتزمة بهذا الدين، وقد يطرأ على بعض الأفراد بعض مظاهر الإنحراف التي عالجها الإسلام بأسلوب وقائي حتى لا يبلغ الضرر مداه والفساد منتهاه، وحماية للأمة من أثر الإنحراف، ولا يوجد مجتمع يخلو من بعض مظاهر الإنحراف، ويتفاوت حجم هذه الظاهرة من مجتمع لآخر كَمًا وكيفًا.
وفي عالم النفوس هناك دائرة من الإنحرافات الطفيفة التي لا تخلو منها نفس من النفوس، قال صلى الله عليه وسلم: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» رواه أحمد والترمذي والحاكم من حديث أنس رضي الله عنه، وحين يتجاوز الخلل هذا الحد يسمى إنحرافًا، ومن المعلوم أن الإنحراف يبدأ يسيرًا ثم يزداد تدريجيًا، يتم الإنحراف شيئًا فشيئًا حتى تتهاوى جميع الحصون التي كانت تعصم من الزلل.
ويحدث الإنحراف نتيجة ضعف النفس البشرية قال تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: 53]، فمن الإنحراف ما يكون نتيجة زلة عارضة أو نزوة عابرة، وهذا أمره سهل حين يتبين لصاحبه الصواب فيثوب إلى رشده، ويقلع عن المعصية.
ومن الإنحراف ما يشكل جريمة شائنة وخطيئة متعمدة، ومن الإنحراف ما يأخذ طبيعة المرض الملازم لغياب الوازع الديني.
وأسباب الإنحراف ودواعيه كثيرة منها:
[] تقصير الدعاة والمصلحين مع الجهل بأمور الدين وأساليب التربية.
[] إنصراف الآباء عن أسرهم وإنشغالهم في توفير مادة الكسب مع التقصير في تربية أولادهم وعدم تخصيص وقت لهم يمارس فيه التوجيه.
[] التفرقة والمفاضلة بين الأولاد، فهي تزرع الحقد والكراهية، وتدفع لحب الإنتقام والعدوانية.
[] تأخير الزواج وما يتعلق به من التقاليد من غلاء المهور والتباهي بالمظاهر والشكليات والإهتمام بالتقاليد البالية والعادات الموروثة.
[] الفراغ، فالوقت إذا لم يوظَّف توظيفًا سليمًا، فإنه ينقلب بآثاره السيئة على صاحبه، ويكون بذلك أكثر إستعدادًا للإنحراف.
[] تهاون المسلم بمحقرات الذنوب، ثم يأتي بالمسوغات لتقصيره ومع الإصرار عليها تتحول إلى كبيرة.
الكاتب: عبد الباري الثبيتي.
المصدر: شبكة مسلمات.